إخفاء
  • سلة الشراء فارغة !

في الثقافة والعرفان والتداول: مقاربات بينيّة

المؤلف ثروت مرسي
    السعر
  • 59.65 SAR

  • 66.27 SAR

    -10%

السعر بدون ضريبة : 51.87 SAR

(تُشحن من السعودية) توصيل 3-7 أيام

كنّا والصديق العزيز د. عبد الرّحمن طعمة نتقاسم، ضمن كثيرٍ ممّا نتقاسمه من مشاغلنا الحياتيّة والعلميّة، اهتمامًا مشتركًا بالدّراسات الثقافيّة خاصّة في علاقتها بالعلوم اللسانيّة وتعليميّة الألسن واكتسابها. ولعلّ جزءًا غير يسير من اهتمامنا يرجع الفضل فيه إلى أستاذنا الجليل الأستاذ الدّكتور أحمد عليّ مرسي؛ يرجع إليه الفضل علميًّا فقد درسنا عليه الأدب الشّعبيّ وما يتاخمه من مباحث الأنثروبولوجيا الثقافيّة، كما يرجع إليه الفضل إنسانيًّا لأنّ أسلوبه المتفرّد في التّدريس القائم على المناقشة، والمشاريع، وإثارة العقول نحو التّفكير النّاقد، وقدرته على الاستماع إلى طلابه جعلتنا نشعر تجاهه بمحبّة واحترام كبيرين. ثمّ كان أن اشتركتُ مع أستاذنا الجليل في مجموعة أعمال علميّة في كنف الجمعيّة المصريّة للمأثورات الشّعبيّة التي يرأسها، وبطبيعة الحال كنت أقصّ على الدّكتور طعمة من أنباء عملنا هذا ذكرًا ونحن نسرّح البصر المُحيّر في سماء القاهرة بحثًا عن النّجوم في ليلها السّاهر.ثم كان أن أخبرني الدكتور طعمة أنّه أنجز ترجمتين، في إطار اهتمامنا المشترك بالدراسات البينيّة، واحدة منهما تتناول فنون الأداء، وأخرى تتناول النّقد البيئيّ. وكنتُ أيضًا قد أنجزتُ ترجمتين في إطار مشابه: واحدة عن الاحتفال، وأخرى عن استلهام وليم بليك للأساطير المصريّة في أعماله الفنيّة والشعريّة؛ وقد نُشرت أربعتها في دوريات مُحكّمة، لكنّ هذه الدوريات كما تعلّم، سيّدي القارئ، لا يقرأها أحدٌ غير هيئات النّشر والمحكّمين، هذا مع كثير من حسن الظنّ والتفاؤل!! فكان العزم أن نجمعها جميعا في كتاب ونهديه إلى أستاذنا الدكتور أحمد مرسي عرفانًا بفضله، وشكرًا لا يوفيه حقّه.وها هو الكتاب بين يديك، أيّها القارئ الكريم، وقد أسميناه " الثّقافة والعرفان والتّداول: مقاربات بينيّة".ولم يعد يخفى على القارئ المختصّ ما نقصده بالعرفان مقابلا للدالّ الإنغليزي Cognition؛ رغم أنّه ما زال بعض الباحثين، لا سيّما في المشرق العربيّ، يستعمل "المعرفة أو الإدراك" مقابلا لهذا الدّال، وهي استعمالات ينتج عنها خلط علميّ ومفاهيميّ خطير بين:العرفان – المعرفة – الإدراك Cognition – Knowledge – Perceptionفالإدراك تجربة حسيّة للعالم عن طريق الحواس الخمسة، وهو يتضمّن التّعرّف إلى المثيرات البيئيّة ونقلها إلى الدّماغ ومن ثمّ التّدابير التي تعدّ استجابة لهذه المثير ات. وهو بهذا لا يخلق تجربتنا تجاه العالم فحسب، بل له دور حاسم في تفاعلنا مع البيئة، والحفاظ على بقائنا.أمّا المعرفة فهي الفَهْمٌ أو المهارة أو المعلومات التي تتعلّق بموضوع ما، وهي مكتسبة من مصادر متعدّدة، سواء بالخبرة أو التعلّم، وسواء أكانت في ذهن شخص واحد أم تشمل عموم النّاس، نظريّةً كانت أو عمليّة، ظاهرةً أو ضمنيّة، رسميّة أو غير رسميّة.أمّا العرفان فهو السّيرورات والإجراءات الذّهنيّة التي يقوم بها الدّماغ لاكتساب المعرفة ومعالجتها عن طريق الأفكار والتجارب والحواس. وهو مترسّخ طبيعيًّا في خصائص الدّماغ، مجاوز للوعي والإدراك، صالحٌ موضوعًا للدّراسة العلميّة. وهذه السّيرورات الذهنيّة من شأنها أن تستعمل المعرفة الموجودة فعلا، وأن تكتشف معارف جديدة.فكيف يحسبها الدّارسُ جميعًا وهي شتّى؟! على أيّة حال؛ فنحن نستعمل مصطلح العرفان، ونأخذ بالتبرير العلميّ الذي قدّمه الأستاذ الدّكتور محمّد صلاح الدّين الشّريف*، وهو علم من أعلام اللسانيّات بالجامعة التّونسيّة والعالم العربيّ، ولا نعارض ما طرحه الأستاذ الدّكتور الأزهر الزنّاد، أستاذ اللسانيّات البارز بالجامعة التّونسيّة أيضًا، باقتراح مصطلح " العرفنة" الذي تخلّص من مشكلة الاشتراك اللفظيّ مع العرفان بمفهومه الإشراقيّ/ الصوفيّ.انتظمت إذن أربع دراسات مترجمة تمثّل العمود الفقريّ لهذا الكتاب، وقد ارتأينا أن ندعّمها بتعليقات وقراءات موجزة مركّزة تطرح بعض الأفكار والتبصّرات التي نراها مهمّة كي تكون إضاءات للباحثين المختصّين والمهتمّين بالدراسات الثقافيّة، وعلاقة الألسن بالثقافة، وما يتاخم هذا من علوم.يأتي القسم الأوّل من الكتاب "في تداوليّات الثقافيّ: قراءات في الفعل والمعنى والتّواصل" في فصلين؛ الأوّل: نحو قراءة تداوليّة موسّعة للاحتفال ثقافيًّا، وفيه إضاءات تتعلّق ببعض المفاهيم التّداوليّة الإجرائيّة التي يمكن أن تستثمر في فهم الاحتفال، ثمّ نصّ مترجم لأليساندرو فالسي، الفولكلوريّ الإيطاليّ ذائع الصيت، يتناول فيه مفهوم الاحتفال ومظاهره، ويربط هذه المظاهر بمضامينها الثقافيّة والاجتماعيّة المكوّنة لها. أمّا الفصل الثاني "المثاقفة بوصفها استعارة"؛ فيبدأ بقراءة موجزة لطبيعة تمثّل الأساطير المصريّة في أعمال الشّاعر والرسّام الإنجليزيّ وليم بليك، وعلاقتها يرؤيته للشّرق في الحقبة الاستعماريّة، ثم نصّ مترجم بعنوان "ارتحال الأسطورة" لكازويا أوكادا، وهو أستاذ ياباني مختصّ بالأدب الإنجليزي خاصّة بأعمال وليم بليك. وفي هذا المقال يستعرض أوكادا بعمق مدهش تصوّرات وليم بليك بخصوص مصر، واستلهامه لأساطيرها القديمة ثم إعادة تشكيل هذه الأساطير في ثنايا أساطيره الخاصّة والمحليّة. ولا يغفل أوكادا الإشارة إلى إستراتيجيّات المثاقفة عند بليك وأغراضه من هذا الصنيع.أمّا القسم الثاني " الثقافة الإنسانية في سياق الممارسة الأدائيّة والتطوّر الإيكولوجيّ" فينتظم في فصلين أيضًا: الأوّل يحتوي على قراءة وتقديم ثمّ نص مترجم " التّحليل الذّهنيّ الاجتماعيّ لفن الأداء" للأكاديميتين المرموقتين م. سميث وم. ستيفنس. وقد حرصت المؤلفتان على بيان الكثير من أوجه التمايز والتكامل بين الشعوب، بهدف الوصول إلى إطار ثقافيّ عام، يجمع- أكاديميًّا وشعبيًّا- الملامح الأساسية التي يُمكننا من خلالها رصد الممارسات الفولكلورية بمختلف تنوّعاتها وسياقاتها، حتى على مستوى المادة الخام التي تتشكّل منها الأداءات المختلفة، سواء أكانت مادية أو فكرية. وقدمت الكاتبتان تحليلًا عميقًا لفنون الأداء إن على مستوى النّظر الفولكلوريّ، وإن على مستوى النّظر اللسانيّ الثقافيّ. والفصل الثاني يضمّ نصًّا مترجما بعنوان " النّقد البيئيّ ومقاربة ما بعد الإنسانيّة" لويسلنغ، ثم تعليقات ختاميّة. ويؤكّد هذا المقال أنّ الواقع الإيكولوجيّ له دورٌ محوريّ في صياغة الثقافة وبناء أعمدتها الحضارية، ويتضح ذلك بقوة في السمات الثقافية المختلفة، وأنماط سلوك الشعوب، وتنوّع الأنظمة الاجتماعية، وانتشار الفنون والتقاليد والديانات.ونرجو أن تجد، سيّدي القارئ، في هذه الأعمال ما يرضي انتظاراتك أوّلا، وما يدفعك نحو متابعة القراءة والبحث فيما هو مطروح من أفكار وتصوّرات؛ وما يثير لديك التساؤل والنّقد والنّقاش، أكثر من أن تجد فيها إجابات ساكنة عن أسئلة جاهزة؛ فإنّ لذّة العقل في التساؤل والاستقصاء تفوق لذّة ظفره بالجواب.

كتابة تعليق

التحقق

تخفيض على الكتب

50%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

15%

تصفح كتب العرض

تخفيض على الكتب

10%

تصفح كتب العرض

كتب ذات صلة

Saudi Business Center

موثق لدى منصة الأعمال

المنتج غير متوفر حاليًا. أدخل عنوان بريدك الإلكتروني أدناه وسوف نقوم بإبلاغك بمجرد توفر المنتج.

 
 

 

 

البريد الالكترونى
رقم الهاتف